فتحي بن لزرق

 في الجنوب اتفقنا او اختلفنا مع مطلب الانفصال لكن الحقيقة التي يجب ان نقر بها ان الشرعية والتحالف اتفقا على تسليم السلطة جنوبا عقب انتهاء الحرب الى "صعاليك" وفشلة وقتلة ولصوص . لكنه اشترط على هؤلاء ان يتحدثوا بلسان الجنوب ويرتدوا لباس قضيته وان يرفعوا علم الجنوب وان يطالبوا (قولا) بالانفصال وان يمارسوا فعلا كل فعل بشع ومنكر ومفزع يكرّه الناس بالانفصال. بحسبة بسيطة وجد التحالف والشرعية ان منح السلطة جنوبا لأكفاء يعني انفصال سريع للجنوب وذهابه خارج المعادلة قبل حل المشكلة اليمنية لكن منحه لفشله بقاء العربة واقفة في مكانها بل وصراع دام داخلها . ومضت الخطة على نحو مخيف ومرعب ، بات في وعي المواطن البسيط ان الانفصال هو هؤلاء "الصعاليك" بنهبهم وسرقتهم ولصوصيتهم وان الدولة القادمة هي شكل الميلشيات الموجودة، فتبدّلت اراء الناس وقناعاتها وباتت قابلة باي حل المهم ان تتخلص من هذا الوضع. طُبقت الية (فجعه بالموت يرضى بالحمى) وهذا ماحدث حرفيا في عدن والمحافظات الاخرى ،لذلك تبدلت اراء الناس وغيّر كثيرون موقفهم من الانفصال. قضت الخطة بأن يكون المشهد هكذا :" هكذا سيكون الجنوب ان انفصلتم .. ماحدث هو عمل استخبارات دولية على مستوى عال من الذكاء والحنكة ،شغل مراكز دراسات دولية وعلماء نفس وخلافه. ليست هنا المشكلة ، المشكلة انه لايزال هناك من يصدق ان هؤلاء الذين يدمرون مطلب الانفصال جنوبيون قلبهم على الجنوب والحقيقة ان هؤلاء وحدويون للعظم وضد الجنوب واهله. اتحدث بوجهة النظر هذه رغم انني عن قناعة تامة لم اعد مع مطلب الإنفصال لكن لكي اوضح الحقيقة للمساكين . فتحي بن لزرق 28 ديسمبر 2018