ليش الحوثي داغز ريش؟
الساعة 02:15 صباحاً
فكري قاسم فكري قاسم

 


سيظل موقف الشرعية في اليمن ضعيفا وهشا وهزيلا وغير ذي نفع طالما وهي شرعية هاربة تعيش في الفنادق ومش راضية ترجع إلى المناطق التي حررتها على الأقل.

هذه هي السنة الرابعة، ويفترض بأعضاء الحكومة الشرعية ورئيس الجمهورية أن يكونوا قد خلصوا الجامعة وحصلوا على البكالريوس وعادوا إلى شعبهم الذي تعبوا مذاكرة ودراسة وشحططة في بلدان الناس من أجله، وما فيش داعي لأي طموح آخر متعلق بدراسة الماجستير والدكتوراة، لأن وضع البلد لا يسمح بمزيد من الانتظار.

أعرف زميل ذهب لدراسة البكالوريوس خارج البلد قبل خمس عشرة سنة ولم يعد إلى الآن، لأنه يعتاش من المنحة الدراسية التي حصل عليها وكان وزنه وهو يحضر البكالوريوس 49 كليو، وأصبح وزنه 70 وهو يحضر الماجستير وعندما بدأ يحضر الدكتوراة كان وزنه قد أصبح 90 وها هو الآن بعد الدكتوراة يبحث عن أي مجال آخر يدرسه طالما والمنحة مستمرة ووزنه في تزايد مستمر وأحواله المادية كويسة وعياله يعيشون بحافز أن والدهم بطل يتعب عشان مستقبلهم، وهذا مجرد مثال بسيط فقط لطلاب الشرعية الذين تزايدت أوزانهم وأرصدتهم ولا يريدون العودة إلى بلد بلا مستقبل.

البقاء خارج البلد يجعل الشرعية مسخرة وجهودها في تحرير البلد عبر الوايرلس مهزلة، والأشياء التي يقولونها عن الوطن من خارج حدود الوطن تبدو نكات صالحة للتداول في الفنادق والهموم الإنسانية التي يتحدثون عنها مجرد كلام للتفكه لايشعر به أحد منهم لأنهم في نعيم والشعب في دحيس والحوثي الانقلابي يكسب الجولات ليس لأنه الأقوى، ولا لأنه الحق، ولا لأنه صاحب المشروع الأفضل، ولا لأنه الأقرب إلى الناس، ولا لأنه العبقري صاحب الشهائد والمؤهلات والاختراعات الكبرى، ولكن لأنه موجود على الأرض.

إن كانت الحكومة الشرعية تشعر حقيقة بأنها تمثل خيار اليمنيين في التحرر من المليشيات فإن عليها أولاً أن توحد جيشها الذي يحارب في الجبهات تحت راية وطنية واحدة وعقيدة قتالية يمنية صرفة لا علاقة لها بموروث الصراع الديني الذي يقاتل من أجل نصرة الإسلام، لأن قضيتنا في اليمن لا علاقة لها بالإسلام وبالصراع بين الروافض والنواصب والمجوس، ولا بأي شكل من أشكال ذلك الهدار الفاضي، وإنما هي قضية وطنية لها علاقة مباشرة بوطن يمني مزقته الحرب وسرقته المليشيات.

وإن كانت الشرعية تريد أن يلتف حولها الناس فإن عليها العودة في أسرع وقت ممكن إلى البلد وممارسة نشاطها من أي محافظة تقول إنها حررتها ولتكن تلك هي تعز أو عدن أو حضرموت أو شبوة أو المهرة أو حتى من داخل سوقطرة، أما البقاء في الفنادق فذلك أمر يجعل الحوثي يتكلم وهو داغز ريش.

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص