يبدو أنّ الأزمة السودانية دخلت منعطفاً خطيراً و لا سيما أنّ الإحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام تتفاقم بوتيرة عالية مخلفة عدد من القتلى و الجرحى في سيناريو مشابه لثورات الربيع العبري التي دمّرت البنية التحتية و شرّدت و هجّرت و يتّمت الكثير من الأسر في الدول التي طالتها .
يبدو أنّ السودانيين في اشتياق كبير للطوابير الطويلة على محطات البترول و محلات بيع الغاز و شراءها بأسعار خيالية و كلهم أمل بإستمرار تدفقها بغض النظر عن سعرها الذي سيفوق سعر اليوم بعشرات الأضعاف!
يبدو أن السودانيين في اشتياق عالي لإنطفاء الكهرباء و إنقطاع المياه و الخروج بمظاهرات مطالبة بتحسينها على أقل تقدير !
يبدو أن السودانيين في غمرة من أمرهم لرؤية تكتلات و تشكيلات عسكرية عديدة تتبع ابو فلان الموالية لدولة فلتان تتصارع بينها البين و رؤية أطفالهم يحملون الأسلحة بدلاً من الحقائب المدرسية !
يبدو أن السودانيين مستعدين لمشاورات جنيف 1 و جنيف 2 و جنيف 3 و كثير من الإتفاقيات و المطالبة بوقف النار و إحترام قرارات الأمم المتحدة و إنتظار إغاثاتها مع إتهام الكل بتعطيل وصولها و توزيعها وفقاً لإجندات حزبية و طائفية !
يبدو أن السودانيين كلهم شوق للنزوح إلى بلدان مجاورة و الوقوف أمام مطاعمها و جولاتها و محلاتها و مساجدها للتسول !
يبدو و يبدو و يبدو و يبدو ... مع مصائب جمة و أحداث مقززة و جرائم متنوعة و انتهاكات مستمرة وووووووووووووووو
كتبت جزء قليل ( مجرد شعره من ظهر حمار ) من قضايا لا يتحملها ملف ، من واقع تجربة مريرة و معاناة عمرها طويل و لا توجد مؤشرات جلية بتوقفها.
أيها الشعب السوداني العظيم....
أخاف عليكم من البيت الغنائي الدال على الندم و القائل ..
أنا سبب نفسي بنفسي .. جبت صبعي صوب عيني .
و دمتم في رعاية الله