الرئيسية - اخبار محلية - ما علاقة استهداف القناصة لرؤوس اللبنانيين في منطقة “الطيونة” ومخاوف اشتعال الحرب الأهليّة؟.. “كمين مُسلّح” ومشاهد أشبه بساحة حرب وهلع بين الأطفال والأهالي.. “حزب الله” يتّهم “القوّات اللبنانيّة” بقتل مُحتجّين سلميين
ما علاقة استهداف القناصة لرؤوس اللبنانيين في منطقة “الطيونة” ومخاوف اشتعال الحرب الأهليّة؟.. “كمين مُسلّح” ومشاهد أشبه بساحة حرب وهلع بين الأطفال والأهالي.. “حزب الله” يتّهم “القوّات اللبنانيّة” بقتل مُحتجّين سلميين
الساعة 07:57 مساءً
اقراء ايضاً :
�خشى اللبنانيّون أن تنجر القوى السياسيّة المُتصارعة في لبنان إلى اقتتالٍ طائفيّ، يُعيد البلاد إلى الحرب الأهليّة، ولكن المُختلف في المشهد الحالي، أن أحد أطراف هذا الصراع هو “حزب الله” والذي يرى مُعلّقون أنه قادرٌ على ضبط أنصاره، وإن كانت الخسائر البشريّة كبيرة بين صُفوفه حال استفزازه، فالعين أساساً على سلاح الحزب، والتراجع الاقتصادي في لبنان، وانهيار الليرة، كلها أسباب لفرض النقمة على حزب الله، وانقلاب حاضنته حتى عليه.
المشهد القائم الحالي، والذي دفع بتخوّفات الحرب الأهليّة في لبنان، هو الاعتداء على مُتظاهرين سلميين، يتبعون لحزب الله، وحركة أمل، حيث يعترض هؤلاء على “تسيسس” التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وأرادوا الاعتراض سلميّاً ضد القاضي طارق البيطار وتوقيف التحقيق، وبدأ تجمّعهم السلمي في منطقة “الطيونة” تحديدًا نحو قصر العدل، حيث كانت المُفأجأة بأن قوبلوا بوابل كثيف من النار، ومن مسلّحين تحصّنوا على أسطح المباني.
اللافت في هذا الاعتداء على المُتظاهرين السلميين، أنه كان يستهدف إطلاق النار على رؤوس المُتظاهرين، فأوقع منهم 6  قتلى، عدا عن دخول 6 آخرين للمستشفى في حالة خطرة، و60 جريحاً، وهو اعتداء يتّضح أنه يبحث عن استفزاز أهالي المُتعرّضين لإطلاق النار، وإطلاق شرارة الاقتتال الأهلي، والذي يخدم خُصوم حزب الله، في عدم استتباب الأمن والاستقرار، وخاصّةً بعد نجاح الحزب في إدخال المازوت الإيراني، رغم الرفض الأمريكي والإسرائيلي، والعُقوبات المفروضة على إيران.
وسائل الإعلام اللبنانيّة، والعربيّة، رصدت عدساتها حالة الخوف والهلع التي أصابت المُتظاهرين، فالقناصة لم تُفرّق بين الأطفال، والنساء، وحتى المارّة، فالرصاص كان يستهدف قتل الجميع، بالرغم أن منطقة الطيونة مُتداخلة اجتماعيّاً وطائفيّاً، كما أن إطلاق النار سبّب حالة من الهلع بين طلاب المدارس المُحيطة في المنطقة، ومُحاولات رجال الدفاع المدني إخلاء الجميع.
بعض المشاهد المُتداولة إعلاميّاً، وعلى المنصّات أظهرت مُسلّحين يحملون أسلحة ثقيلة تُحمل على الكتف بأنواعها، كما تحوّل منطقة الطيونة وما حولها إلى ساحة أشبه بالحرب، وسط إخلاء الأهالي لمبانيهم تحسبّاً، بعد تسجيل مقتل سيّدة داخل منزلها في المنطقة التي تشهد الاشتباك، في المُقابل ردّ بعض الشبّان على مصادر إطلاق النار من القناصة المُتمترسين على الشرفات.
ولم يصدر عن جهة رسميّة لبنانيّة توجيه اتهامات لجهة مُعيّنة وتبعيّة القناصة لها، لكن حزب الله وجّه اتهامات لحزب القوّات اللبنانيّة التابع لسمير جعجع بالقيام باعتداء مُسلّح على عناصره، وتزايدت الشكوك حول صحّة الاتهام مع مُرور المُظاهرة السلميّة التي كانت تتّجه من الطيونة لقصر العدل، مرّت من حدود منطقة عين الرمانة وهي أحد معاقل القوّات اللبنانيّة المسيحيّة، يُقابلها الشياح التي تُعتبر منطقة نفوذ شيعي (حركة أمل).
جعجع من جهته يبدو أنه ابتعد عن تبنّي مسؤوليّة الأحداث الدمويّة، وغرّد عبر “تويتر” قائلاً: “”أستنكر الأحداث التي شهدتها منطقة بيروت، وبالأخص مُحيط منطقة الطيونة بمُناسبة التظاهرات التي دعا إليها “حزب الله”، وبدا جعجع من تغريدته أنه يُريد تحميل تظاهرات المُحتجّين السلميين مسؤوليّة ما وقع، مُرجعاً “السبب الرئيسي لهذه الأحداث إلى السلاح المُتفلِّت والمُنتشر والذي يُهدِّد المواطنين في كل زمان ومكان”، وهو الذي يُحمّل الحزب مسؤوليّة انفجار مرفأ بيروت، وبالتالي قد يكون له مصلحة في توقيف التحقيق، ودعم القاضي طارق البيطار في منصبه وذلك كما يرى خُصوم جعجع.
وتخوّف اللبنانيّون من الحادثة، لأنها وقعت في منطقة الطيونة، وهي التي كانت بداية شرارة الحرب الأهليّة، والخط الفاصل في حينها بين بيروت الشرقيّة، والغربيّة، استمرّت 15 عاماً، تاركةً 150 ألف قتيل، وهي ذكرى أليمة يتمنّى اللبنانيّون عدم تكرارها.
وفيما لعب الجيش اللبناني دورًا مُحايدًا لتطويق الحادثة، وتعهّده بإطلاق النار على أي مُسلّح، واعتقل مُسلّحين مُتورّطين، قالت قناة “العربيّة” السعوديّة، بأن مُسلّحي حزب الله، وحركة أمل هم من وقفوا خلف إطلاق النار، بالرغم أن التظاهرة كانت من قبل مُحتجّين سلميين يتبعون للحزب وحركة أمل جرى إطلاق النار عليهم، ورفضوا التسييس الحاصل في تحقيقات انفجار مرفأ بيروت، والذي أوقع 200 قتيل أغسطس 2020.
وتصدّر وسوم منصّة “تويتر” “هاشتاق” في المرتبة الأولى، بعنوان: “كمين قوّات الغدر”، وآخر “مع حزب الله”، وثالث باسم سمير جعجع، وهاجمت مُعظم التغريدات في تلك الوسوم جعجع وحزبه القوّات، وحمّلته مسؤوليّة استهداف المُواطنين السلميين، وترويع الآمنين.
ويبدو أن حزب القوّات اللبنانيّة قد أوقع نفسه في الإدانة، رغم استنكار زعيمه للحادثة، وحمّل عناصره مسؤوليّة الهُجوم الدموي، حيث غرّد النائب عن حزب القوّات اللبنانيّة عماد واكيم قائلاً: “‏المواجهات التي انطلقت ليست بين حزب وحزب، ليست بين طائفة وطائفة أو منطقة ومنطقة، إنها المُواجهة بين حزب الله وما تبقّى من لبنانيين أحرار من كل الاطياف حفاظاً على ما تبقّى من مؤسسات الدولة وصوناً لها من هيمنة الحزب، إنها حفاظاً على العدالة”.
وأعادت حسابات مُوالية لحزب الله، حديثًا لأمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله، وهو يقول في إحدى خطاباته بأن نزول الحزب للشارع له وقته، ممكن أن يأتي وقته، مع تمنّيه عدم مجيء وقته، ولكن وفق السيّد إذا جاء وقته، ستجدوننا جميعاً في الشارع، في كل المناطق بقوّة، وسنُغيّر كل المُعادلات، وحرص الحزب من جهته إلى دعوة أنصاره للهدوء، وتجنّب التصعيد، تاركاً وداعياً الجيش اللبناني التصرّف، واعتقال المُتورّطين، ومُحرّضيهم من خلفهم.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص