2020/01/24
شاهد: خارطة المعارك وسيطرة كل طرف… هل ستتوقف جبهة نهم مثل كل مرة؟...تفاصيل جديدة

مجدداً، ومع اقتراب الذكرى الخامسة لانطلاق “عاصفة الحزم”، اتجهت الأنظار إلى جبهة نِهم؛ البوابة الشرقية للعاصمة اليمنية صنعاء، مع تصاعد حدة المعارك هناك بين القوات الحكومية المدعومة من قبل التحالف العربي، وجماعة الحوثي الموالية لإيران.
سياسيون وناشطون في حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، اعتبروا الهجوم الصاروخي الدامي على معسكر الاستقبال التابع للقوات الحكومية في محافظة مأرب، دشّن موجة جديدة من التصعيد العسكري وتحريك جبهة نهم الاستراتيجية باعتبارها البوابة الأقرب، لكنها الأصعب، لدخول قوات الحكومة منها إلى العاصمة صنعاء.
معركة اعتبرها البعض أنها قد تكون حاسمة، خصوصاً بعد الدعوة التي أطلقها قائد العمليات المشتركة صغير بن عزيز، لقوات الحكومة المرابطة في نهم، للزحف نحو العاصمة صنعاء حتى استعادتها من قبضة جماعة الحوثي، بعد الهجوم الصاروخي على معسكر الاستقبال في مأرب، السبت الماضي، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 116 جندياً من قوات الحكومة.
وأكد محللون وخبراء سياسيون لـ”المشاهد”، أن الحلقة الأسهل التي يمكن لقوات الحكومة العبور منها إلى قلب العاصمة صنعاء، هي مديرية أرحب.
وقال محلل سياسي (رفض الكشف عن اسمه خوفاً على حياته، كونه في مناطق سيطرة الحوثي)، لـ”المشاهد” إنه يتوجب التصويب لما هو متداول، ويتعلق بخلفية هذا التصعيد. فالناشطون الحكوميون روجوا أن عملية نهم كانت حملة جديدة نحو صنعاء. والحقيقة أنها كانت دفاعية. مشيراً إلى أن الحوثيين شنوا هجوماً مباغتاً متعدد المحاور، في مسعاهم لاستعادة فرضة نهم وتأمين المدخل الشرقي لها. وقد كانوا قاب قوسين من الالتفاف على معسكر الفرضة كما جرى في كتاف.
وأوضح أن الحوثيين حققوا تقدماً في نهم ونحو مفرق الجوف الهام، لكنه ليس حاسماً حتى الآن.
فعلى المدى البعيد، يريد الحوثيون استعادة مأرب لكي تكتمل دورتهم الاقتصادية والتحرر من القيود الاقتصادية المفروضة من جانب السلطات في عدن.
ونوه المحلل السياسي إلى أن السعودية كانت تخطط لاستئناف هجمات على مختلف الجهات، ولكن ليس قبل استكمال بناء دفاعاتها الجوية.
وقال إن الحوثيين، في المقابل، عملوا على استباق ذلك، واقتناص فرصة التقدم على الأرض، مع استمرار تحذير الرياض من هجمات قد يكون أي رد سعودي إزاءها مبرراً لضرب أهداف حيوية، لتكون أيضاً ضمن العملية الانتقامية لمقتل قاسم سليماني. ولكي يحدث ذلك، بالنسبة لإيران، يجب أن يتحرر الحوثيون من التزامات التهدئة مع السعودية.
ووصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، أمس، العاصمة صنعاء، طلباً للتهدئة والدفع نحو ذهاب الأطراف إلى جولة مشاورات جديدة كانت المنظمة الدولية تأمل انعقادها في غضون شهرين، قبل أن تتلقى هذه الجهود ضربة قوية بالتصعيد الحربي هذا الأسبوع.
ويدرك الحوثيون أهداف الرياض من التهدئة الدعائية في وقت تترأس فيه قمة العشرين، كأكبر تجمع دولي مؤثر. ولهذا قد يذهبون أيضاً -أي الحوثيين- إلى هجوم استباقي لاستعادة الحديدة، ومن شأن السعودية إظهار قدر عالٍ من الصبر إن أرادت حشد الدعم الدولي، وتحسين السمعة السيئة التي جلبتها لها الحرب وتداعياتها المختلفة.

ماذا تعني السيطرة على نهم؟

تعتبر مديرية نهم، الخط الدفاعي الأول للحوثيين الذين يستميتون في القتال عليها، حيث تعني السيطرة عليها بشكل كامل، بالنسبة لقوات الحكومة، سيطرة على العاصمة، ومفتاح حل لاستعادتها بأقل تكلفة.
ويرى خبراء عسكريون أن السيطرة على نهم المحاذية لمديرية أرحب، وهما اللتان تشكلان معاً ثلث محافظة صنعاء، تعني السيطرة على شبكة الطرق الرئيسة والفرعية الرابطة بين صنعاء والمحافظات الشرقية، ويضاف إلى تلك الأهمية أن المنطقة تقع ضمن خطوط التحصين الطبيعي للعاصمة صنعاء.
كما نعتبر سيطرة القوات الحكومية على نهم، فاتحة لكسر بقية حلقات طوق صنعاء، فضلاً عن تأمين محافظة مأرب.
ومديرية نهم إحدى مديريات محافظة صنعاء، ويسكنها 41.502 نسمة، وفق التعداد السكاني لعام 2004. يحدها من الشمال الجوف وحرف سفيان بمحافظة عمران، ومن الشرق مأرب، ومن الجنوب بني حشيش وخولان العالية، ومن الغرب أرحب.
وتنقسم مديرية نهم البالغة مساحتها 1841 كم مربعاً، إلى 5 عزل هي: عيال صياد، وعيال منصور، وعيال غفير، والحنشات، ومرهبة.
تبعد مديرية نهم عن أمانة العاصمة صنعاء ما يقارب 90 كيلومتراً، فيما تفصل فرضة نهم التي تسيطر عليها قوات الحكومة، عن مطار صنعاء، حوالي 60 كيلومتراً.
وتفصل قوات الحكومة التي تسيطر على أجزاء من نهم، 9 كيلومترات عن مديرية بني حشيش الخاضعة لسيطرة الحوثي.


مصادر عسكرية أكدت تصاعد المواجهات العنيفة وسط كر وفر، منذ السبت الماضي، في جبهة نهم، التي تمتد لأكثر من 25 كيلومتراً، ابتداءً من منطقة ضبوعة، وباتجاه مفرق الجوف وهران، وصولاً إلى جبال حريب نهم، وذلك بعد جمود في المعارك لما يقارب العامين.
وفجر السبت الماضي، سيطرت قوات الحكومة على سلسلة جبال البياض في حريب نهم، بالإضافة إلى سيطرتها على جبال جرشب وجبل الغنيمي، ومناطق أخرى، مواصلة تقدمها باتجاه منطقة الكحل، الأمر الذي دفع بالحوثيين إلى حشد مقاتليهم من صعدة وحجة وذمار، والدفع بهم إلى نهم، لتعويض الهزائم التي لحقت بهم مؤخراً، والهجوم على القوات الحكومية من 5 محاور، وهو ما مكنهم بالفعل من استعادة السيطرة، الثلاثاء، على جبل المنارة الاستراتيجي، ميسرة جبهة نهم، والذي يبعد حوالي 25 كلم من نقيل بن غيلان، والمطل على مطار صنعاء الدولي، بعد أن كانت قوات الحكومة في 2016م، سيطرت عليه وعلى معسكر اللواء 312 مدرع (الذي لايزال حتى اللحظة تحت سيطرة القوات الحكومية)، مع حوالي 20% فقط من مناطق استراتيجية في مديرية نهم.
وحاول مقاتلو الحوثي، خلال اليومين الماضيين، التقدم والالتفاف لقطع الخط الذي يربط مأرب بجبهة نهم، في منطقة الجدعان التي تمر منها إمدادات الجيش الوطني القادمة من مأرب، وذلك لتخفيف الضغط عنها في جبهة نهم.
كما دفع الحوثيون بتعزيزات كبيرة باتجاه منطقة الواغرة، بهدف الالتفاف على القوات الحكومية في فرضة نهم، لكن دون جدوى.
وتدور حالياً مواجهات عنيفة في منطقة حريب نهم، وفي قلب الجبهة في منطقة المدفون باتجاه البياض والكحل والصافح.
مصادر محلية ذكرت أن مقاتلي الحوثي شنوا هجمات عدة على مواقع القوات الحكومية في نهم وصرواح، من 5 محاور؛ الأول من سلسلة جبال يام التي يتقاسم الطرفان السيطرة عليها، والاتجاه إلى منطقة واغرة بمديرية مجزر التابعة لمحافظة مأرب؛ في محاولة لقطع أي خط إمداد قادم لقوات الحكومة من الجوف، والثاني
من جبال يام إلى جنوب مجزر؛ بهدف السيطرة على الخط العام بين مفرق الجوف والصفراء.
ويتمثل المحور الثالث في الهجوم من جبل صلب على خط الإمداد الرئيس في الخانق، والانطلاق منها إلى جفينة الجدعان، وتالياً الهجوم من جبال يام جنوباً على خط فرضة نهم، حيث زعم الحوثيون تمكنهم من السيطرة على وسط الفرضة وقرية القرعان، وقطع خط فرضة نهم من الوسط.
فيما المحور الخامس ينطلق من محور هيلان/صرواح، حيث حاول الحوثيون قطع الخط بين مأرب ومثلث الجوف.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://www.naba-ye.com/news17836.html