2022/06/22
تزعجك وتمنعك من البلع وقد تسبب تورماً؟ .. إليك أسباب الإصابة بحصى الغدد اللعابية وطرق علاجها!

يظن كثير من الناس أن مهام طبيب الأسنان تقتصر على معالجة الأسنان مثل إزالة النخور ومعالجة الأعصاب، وتركيب التقويم وبعض المعالجات التجميليّة الأخرى، لكنَّها مجرد معلومة خاطئة شائعة؛ لأن من مهامه معالجة كل شيء موجود داخل الحفرة الفموية من أعضاء.

وإحدى تلك المشاكل المزعجة التي تحتاج إلى تدخل طبيب الأسنان هي الغدد اللعابية التي قد تكون مصدر إزعاج كبير للصائمين في شهر رمضان لتسببها بألم كبير قد يمنعهم من تناول الطعام.

 

ما هي الغدد اللعابية؟ 

الغدد اللعابية من أهم الأعضاء والتي تسهم بشكل مباشر في إفراز اللعاب، ولا يمكن مضغ الطعام وبلعه دونها، فيما تقع في الحفرة الفموية وتقسم إلى قسمين رئيسيين، لكل منهما دوره الأساسي والموقع الخاص به، وهما:

 

1. الغدد اللعابية الصغرى

2. الغدد اللعابية الكبرى

الغدد اللعابية الصغرى: وهي غدد صغيرة قد لا تُرى بالعين المجردة يصل عددها إلى المئات وتتواجد في مختلف أنحاء الفم والجهاز الهضمي، ويقع معظمها في بطانة الشفاه واللسان وسقف الفم وداخل الخدين والجيوب الأنفية والحنجرة، ويصل قطرها من 1 إلى 2 مم.

وتطرح اللعاب عبر قناة مشتركة مع غدة أخرى أو قد يكون لها مجرى إخراج خاص بها، فيما يكون إفرازها مخاطياً بشكل أساسي ووظيفتها تزليق الطعام وطلاء جوف الفم باللعاب. 

وتعدّ غدد "فون آبنر" مجموعة فرعية من الغدد اللعابية الصغرى وتسمى أيضاً بالغدد الذوقية وتقع في الجزء الخلفي من اللسان بجوار الحليمات الذوقية، وتفرز إنزيم الأميلاز الذي له دور مهم في هضم السكريات. 

الغدد اللعابية الكبرى: وهي غدد كبيرة تتواجد بشكل أزواج وعددها 3 وهي:

1- الغدة النكفية: وتقع بين زاوية الفك السفلي والذقن وتعد الأكبر، ويبلغ إنتاجها ما يقارب 25-30% من إجمالي اللعاب الذي يتم إفرازه يومياً، وتفرز اللعاب عبر قناة خاصة بها تدعى قناة "ستنسون" ويمكن رؤية فوهة القناة في باطن الخد عند مستوى الضرس الثاني العلوي، ويعد اللعاب الذي تفرزه هذه الغدة "لعاباً مَصلياً" أي غنياً بالبروتين ويحتوي على إنزيم الأميلاز وهو إنزيم هام له تأثير مضاد للبكتيريا.

2- غدّة تحت الفك: وهي ثاني أكبر الغدد بحجم يبلغ نصف حجم الغدة النكفية، وتقع تحت حافة الفك السفلي وتنتج حوالي 65% من اللعاب المفرز يومياً واللعاب الناتج عبر قناتها الخاصة التي تدعى قناة "وراتون" وهو لعاب مختلط، أي مخاطي ومَصلي، وتوجد فوهة القناة الخاصة بها في جوف الفم خلف القواطع السفلية. 

3- غدة تحت اللسان: وهي الغدة الثالثة وهي أصغر الغدد الرئيسية وتقع تحت اللسان في أرضية الفم، أما إفرازها فهو مخاطي فقط وتفرز حوالي 5% من اللعاب وينتقل للفم عبر قناتي "بارتولن وريفينوس". 

ما الأمراض التي قد تصيب الغدد اللعابية؟
هناك العديد من الأمراض التي قد تَلحق بالغدد اللعابية وتسبب خللاً في عملها وإنتاجها مثل الأورام والعدوى الجرثومية والفيروسية والالتهاب والسرطانات وحصوات الغدد اللعابية التي تسمى "التحصّي اللعابي".

ما هو التحصي اللعابي؟
التحصي اللعابي هو عبارة عن تكلسات من الأملاح المعدنية المتبلورة يصل حجمها ما بين بضع ميليمترات إلى 2 سم، وتتشكل في القنوات التي يعبر من خلالها اللعاب إلى جوف الفم مسبباً انسدادها مما يؤدي إلى الكثير من المشاكل بسبب عدم وصول اللعاب إلى جوف الفم.

وعندما يتجمع اللعاب في الغدة يسبب تورمها والشعور بالألم الشديد في الوجه أو الفم أو الرقبة ويشتد الألم قبل تناول الطعام وأثناءه. 

طريقة تشخيص التحصي اللعابي؟
عندما يأتي المريض إلى طبيب الأسنان بشكوى ألم مستمر في الفم أو الرقبة أو الوجه، يبدأ الطبيب بفحص الغدد اللعابية عن طريق جسّها لملاحظة أي تورم، ومن خلال مراقبة فوهات الأقنية مع الضغط على الغدة لمراقبة خروج اللعاب بشكل سليم من القناة أم أن هناك إعاقة ما.

بالإضافة لطلب الطبيب صوراً إشعاعية، وتعد تلك من أهم الأمور التي يستطيع من خلالها القيام بالتشخيص الدقيق كالأشعة السينية أو الأمواج فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية. 

وعند تأكيد التشخيص الصحيح من قبل الطبيب تبدأ مرحلة العلاج لحل المشكلة.

ما أعراض التحصّي اللعابي وأسباب تشكله وكيفية علاجه؟
أهم عرَض لهذا المرض هو الألم الشديد في الفم أو الوجه أو الرقبة، أي أماكن وجود الغدد اللعابية الرئيسية الكبرى، بالإضافة إلى انخفاض الوزن، وجفاف الفم، والامتناع عن تناول الطعام والشراب بسبب الشعور بالألم أثناء المضغ وفتح الفم وإغلاقه. 

أسباب تشكل الحصوات غير معروف بشكل دقيق، ولكن هناك أمور قد تؤدي إلى زيادة خطر تشكل الحصوات مثل تناول أدوية معينة تقلل من كميات اللعاب المفرز.

وتعد أدوية خافضات الضغط أهمها، وعدم تناول ما يكفي من الطعام والسوائل ما يؤدي إلى تقليل إفراز اللعاب والإصابة بالجفاف بالإضافة إلى العدوى والالتهاب بالغدد اللعابية. 

أما بالنسبة للعلاج فقد يبدأ من خلال علاجات منزلية يوصي بها الطبيب للمريض مثل مص حلوى الليمون الخالية من السكر وشرب الكثير من الماء لزيادة إفراز اللعاب ودفع هذه الحصوات إلى خارج القناة بالإضافة إلى القيام بالكمادات الدافئة وتدليك المنطقة المصابة. 

وعند فشل العلاجات المنزلية في حل المشكلة يفضل الطبيب القيام بالعلاج في عيادته عن طريق الضغط على القناة في محاولة لإخراج الحصيات أو عن طريق استخدام علاج التفتيت بالموجات الصادمة ويدعى ESWL.

ويسمح هذا الإجراء بتفتيت الحصوات إلى قطع صغيرة جداً تخرج عبر القناة وتتم عملية تفتيت الحصوات تحت تخدير موضعي أو كامل.

وتزال عادة الحصوات بشكل سليم دون حصول مضاعفات، ولكن في حال تكرار تشكلها والتهاب الغدة يوصي الطبيب بإجراء إزالة الغدة جراحياً.

وذلك الأمر لن يؤثر سلباً على المريض لوجود العديد من الغدد اللعابية الأخرى، ولكنها تحتاج إلى طبيب أخصائي جراحة فكين ماهر، لإزالة الغدة اللعابية المصابة نظراً لموقعها القريب من الأعصاب الوجهية والشرايين والأوردة. 

ولتفادي تشكل هذه الحصوات، التي قد تسبب جفافاً يؤدي إلى ظهور رائحة فم كريهة، وإلى آلام قد تمنع الصائمين من تناول وجبات الإفطار والسحور، أنصحكم بما يلي:

 

الإكثار من شرب الماء عند الإفطار.

تناول كفايتك من الطعام والاهتمام بنظافة فمك كي لا تصيبها العدوى والبكتيريا.

مراقبة أي تورم قد تلاحظه في وجهك أو رقبتك لعلاج المشكلة فور حدوثها لضمان شفائها بسرعة.

 

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://www.naba-ye.com/news37697.html