الثاني من ديسمبر كشف المنافقين
الساعة 07:46 مساءً
د.عادل الشجاع د.عادل الشجاع

صراخ وعويل، وصدمة ذهول. كان هذا هو ملخص ما كانت تحمله تعبيرات وجوه سكان صنعاء في ذلك النهار الغابر 4 ديسمبر 2017 ، اليوم الذي شعر اليمنيون أنه قد أظلم عليهم وحدهم . لم يتصور أحد منهم مهما ذهب به التشاؤم كل مذهب أن ذلك الطوفان الهائج يوم 24 أغسطس قد تلاشى وأصبح في خبر كان. ذلك الطوفان الذي لو بصق كل واحد منهم بصقة لتحول البصاق إلى سيل العرم يجرف الحوثيين إلى مزبلة التاريخ .

لم يتصور أحد أن أؤلئك المحيطين بصالح من الباحثين عن سلطة ومال وقد حققوا ما أرادوا أنهم سيتركونه وحيدا يدافع عن جبنهم وخستهم . في هذا اليوم حمل الحوثيون جهنم وصبوها صبا، على رؤوس المؤتمريين بعد أن ضمنت هذه العصابة تحييد المنافقين من قيادات المؤتمر .

في هذا اليوم، أقصد الرابع من ديسمبر توارت قيادات المؤتمر جميعها والبعض منها ذهب ليشرب نخب انتصار الحوثيين.. صالح بكته نصف قيادات المؤتمر وقدست قاتليه النصف الآخر .

قتل صالح لم يكن قتلا لفرد بل كان قتلا لمشروع السلام في اليمن . وفعل عصابة الحوثي ومن يقف وراءها كان رسالة بأنه لا مكان لمن ينشد الدولة والسلام في اليمن .
هذا اليوم هو صلاة لأن الله قال ولكم في القصاص حياة . هذه الجريمة الإرهابية قتلت أبرياء مدنيين ورئيس جمهورية سابق ورئيس مدني ، لم يكن قتل شخص إنما قتل وطن .

نحن أمام جريمة إرهابية منظمة ومتعمدة هدفها إسقاط ما تبقى من أمل في العدالة والقضاء على اليمن دولة الحريات .
ونحن تعتصر آلامنا في مثل هذه الذكرى لابد من استعادة كرامة اليمن من خلال الانتصار لدماء الشهداء . جميعنا مدينين لصالح والزوكا ورفاقهم لأن الزوكا علمنا الوفاء وجميعهم فضحوا سلوك هذه العصابة وخسة المؤتمريين المنافقين الذين أماطوا اللثام الأخير عن وجوههم القبيحة .

ولست بحاجة للتذكير بأن الكثيرين من قيادات المؤتمر سيذرفون دموع التماسيح في هذه الذكرى، ذكرى جريمة قتل صالح وأيديهم بأيدي الحوثيين ورؤسهم راكعة بين يدي الحوثيين .

سألت ذات مرة في برنامجي بالمكشوف في قناة اليمن اليوم: هل كان صالح خائنا وعميلا فاستحق القتل لخيانته وعمالته وعلينا أن نتعامل معه كعميل؟ أم أنه كان وطنيا يدافع عن الثورة والجمهورية والحرية وبالتالي نمضي على دربه ونستكمل وصاياه؟ فماكان من أصحاب القناة إلا توقيف البرنامج، لأنهم لا يستطيعون الإجابة على السؤال.

واليوم أقول لكل من سيذرف الدموع على صالح وخاصة المنافقين الذين في الخارج عليكم أولا تحديد موقفكم من استمرار التحالف مع الحوثي . تجدهم يتناقلون ماسمي تقرير مقتل الحمدي ويشتمون من يتناقل هذه الكذبة، لكنهم لا يجرؤن على الدعوة لفض الشراكة مع الحوثي القاتل لصالح وصاحب كذبة مقتل الحمدي .

أخيرا أقول لكم لا تبكوا على من مات في مواجهة الحوثي بل ابكوا على من انبطح على بطنه بين يدي الحوثي ويتحدث عن العطوان..

الرحمة لصالح والزوكا واللعنة على كل من يبرر إبقاء التحالف مع الحوثي .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص